شهدت شبكة طلاب 48 اهتمام الالاف من قبل زوار الموقع عند نشر خبر منحة ارتقاء، المنحة المعروضة على الطلاب من الاقليات في البلاد، 650 منحة ستكون من نصيب طلاب بسنتهم الاولى في التعليم العالي، منحة “ارتقاء”. تعتبر انجاز مهم لهذه الاقليات التي كانت تلاقي صعوبة في تمويل الاقساط التعليمية.
تم المصادقة على ميزانية المنح لمدة 5 سنوات، أي 650 منحة في كل سنة للطلاب الجامعيين من الاقليات. يتم تقديم هذه المنحة كأقساط. في اول سنتين أو ثلاثه يحصل الطالب على 10000 شاقل كل سنة تحت تصرفه وفي السنه الاخيرة يحصل على 5000 شاقل.
شهدت هذه المبادرة عملًا جماعيًا ضخمًا ضم العديد من الجمعيات التي تطالب بدعم الطالب الجامعي العربي من ضمنها جمعية حراك، حركة الطلاب العرب، سلطة التطوير الاجتماعي ومجلس التعليم العالي. وقد حصدت جهود هذه المبادرة تمويلًا اضافيًا من وزارة التربية والتعليم، ديوان رئيس الحكومة، مفعال هبيس وجمعيات اخرى كمؤسسة بلاوستين وبيرمن.
البروفيسور حسام حايك محاضر في معهد التخنيون وأحد المستشارين لهذه المنحة أشار إلى أن: “الطالب العربي يواجه صعوبات كثيرة، كالتحصيل الاكاديمي، الحاجة إلى توفر الدعم المالي وفُرص العمل، ألخ.. وقد أظهرت الاحصائيات وجود نسبة كبيرة لحالات التسرب من الجامعات، وصلت قبل عدة سنوات الى أكثر من 20%، لكن بتوفير الموارد الاقتصادية المناسبة، نلاحظ أن هذه النسبة آخذة في الاضمحلال شيئا فشيئا”.
“الطالب العربي يواجه صعوبات كثيره “
أن الاهتمام الشديد بهذه المنحة والمنح الاخرى يعبر عن الوضع الاقتصادي لدى هذه الاقليات. العبء المالي على الطلاب يعتبر من أهم الأسباب التي تعيق التحاقَ الكثير من الطلاب بالكليات والجامعات. هذا العبء المالي لا يتوقف فقط على الاقساط التعليمية بل يتعد ذلك إلى تكاليف السكن الجامعي، المواصلات والقرطاسية المختلفة.
فعلى سبيل المثال تصل تكلفة السكن الجامعي في تل ابيب لمبلغ يتراوح ما بين 1000 -1200 شاقل للفرد! وفي الجامعة العبرية قد تصل تكلفة السكن الجامعي للطلاب حتى 1700 شاقل في الشهر، اما في جامعة بن غوريون فتكلفة السكن الجامعي تتراوح بين 600 -930 شاقل. ويصف أحد الطلاب السكن الجامعي في التخنيون بقوله “السكن الجامعي الجيد باهظ الثمن. الخيارات بالسعر المعقول عبارة عن غرف مكتظة وحمامات مشتركة، الاكتظاظ يصعب عملية الدراسة في السكن الجامعي”
“الاكتظاظ يصعب عملية الدراسة في السكن الجامعي”
العبء الاقتصادي لا يقتصر فقط على السكن الجامعي، فالحاجيات الخاصة من الشراب والاكل ايضًا باهظة الثمن ففي جامعة تل أبيب مثلًا يصف أحد طلاب الجامعة الحال بقوله: ” الجامعة تقع في منطقة باهظة الثمن والطالب الجامعي يعاني من ذلك، شراء حاجيات الأكل الأساسية يصل بكل سهولة الى مئات الشواقل” . ويضيف طالب من جامعة بن غوريون في النقب: “يوجد استغلال واضح للطلاب في محلات الطعام داخل الجامعة، إذ لا يوجد للطلاب خيارات اخرى لعدم وجود السيارات عند المعظم”.
“شراء حاجيات طعام اساسية تصل بكل سهولة الى مئات الشواقل”
هذا الواقع المؤلم يُجبر بعض الطلاب على العمل اثناء التعليم، مجال العمل للطلاب مفتوح للمتواجدين في منطقة المركز، اما في منطقة الشمال ففرص العمل قليلة. الكثير من الطلاب يتوجهون الى شركات خدمات الزبائن والمطاعم التي تيتح أمكانية الدوام بأوقات مناوبة مختلفة (משמרות)، وفي حين ينجح بعض الطلاب في التوفيق بين أعباء الدراسة والعمل فإن قسمًا آخرا منهم يفشل في التوفيق بين عمله وتعليمه ويشكل ذلك عائقًا للنجاح والتفوق في تعليمه.
عقبات شتى تواجه الطلاب في البلاد، فبين الصراع على لقمة العيش والتعليم نحو اللقب الجامعي يستمر الغلاء في البلاد بالارتفاع. ولهذا نوجه الشكر لكل من يدعم صناديق المنح والمبادرات المختلفة كمنحة ارتقاء وغيرها لمساهمتها القيمة في تذليل تلك العقبات.