أكدت دراسة جديدة أعدت في براغ أن حالة التعب التي تنتاب الناس -خاصة مع بداية فصل الربيع- تصيب الكثيرين، وأنها طبيعية بعد التغيرات التي تحدث في الجسم نتيجة الانتقال من فصل الشتاء إلى فصل الربيع، وأنه يمكن تجاوزها عبر ست خطوات.
وتقول الدراسة إن الاعتقاد السائد هو أن حالة التعب هذه مردها إلى أسباب مرضية مقلقة، لكنها تشير إلى أنه تتم بسبب الانتقال من حالة الخمول في فصل الشتاء إلى الحركة والنشاط في فصل الربيع.
وتعرض الدراسة ست خطوات لتجاوز حالة التعب، وتقول إن هناك خيارين: إما البدء بتلك الخطوات للوصول إلى حالة صحية وإبعاد الأمراض، أو الذهاب في الطريق الأسهل وهو اختيار الفراش لتتراكم عندك الأمراض مثل السكري وضغط الدم وارتفاع الكولسترول وما شابه ذلك.
الخطوات التي تحدثت عنها الدراسة قد تكون معروفة، لكن الجديد هو الاعتماد على الطب النفسي لتطبيقها بحيث تصبح جذابة ويصبح الجسم بحالة شوق إليها.
تحدد الدراسة الخطوات الست بشكل جماعي وتشرح لاحقا كيفية تطبيقها. والخطوات هي:
– مراجعة نمط الحياة اليومي، وبالدرجة الأولى إبعاد التوتر.
– إعطاء الجسم حقه الطبيعي من النوم.
– الانتباه إلى نوعية الغذاء المناسب للصحة، وخاصة الابتعاد عن المأكولات الدسمة.
– الانتباه إلى كميات السوائل في الجسم بعيدا عن المشروبات المنبهة ومشروبات الطاقة.
– دعم النشاط اليومي بالرياضة.
– عدم إهمال الاسترخاء.
الخطوات الأساسية تبدأ بالانتباه إالى كمية السكر عبر تناول الحلويات، حيث تؤدي زيادة السكر في الجسم إلى حالة التعب إذا بقيت النسبة مرتفعة دون أن يصرفها الشخص عبر أي نوع من الجهد العضلي، لذلك يجب الاعتدال في تناول السكريات.
وللتغلب على عدم ضبط كمية السكر في الجسم، يجب إقناع النفس أولا بأن هذا يتسبب في الوصول إلى التعب والمشاكل الصحية، عندها يصبح الجسم في وضعية التنبيه اللاإرادي فلا يطلب الكميات الزائدة من الحلويات في المرات القادمة. ويفضَّل تناول وجبات خفيفة ومعتدلة كل ثلاثة ساعات، وإذا لم تجدِ هذه الطريقة فيتوجب مراجعة الطبيب لوضع الطرق البديلة الأخرى.
بعد معالجة أسباب التوتر والتخلص منها، يتوجب وضع برنامج للنشاط الرياضي بشكل يتقبله الجسم ويحب معاودة ممارسته دون الوصول إلى الإجهاد. فعلى سبيل المثال الجري لمدة نصف ساعة إلى حد الساعة صباحا مفيد جدا بعد شرب كأس من الماء والعودة لتناول الفطور، أو لمن لا يستطيع الجري الاستعاضة عنه بالمشي لمدة ساعة كل يوم بشكل سريع يصل معه الأمر إلى حد التعرق، حيث يفرز الجسم هرمون أندورفين المسؤول عن تحسين المزاج والنشاط الفكري، ويصبح الجسم في حالة يتذكر معها هذا المزاج الجيد الذي يبعد التوتر، وبالتالي يتذكر تلقائيا أنه بحاجة إلى حالة الجري أو المشي السريع أو أي نوع من الرياضة مثل ركوب الدراجة. والأفضل ممارسة ذلك في الهواء الطلق في أجواء طبيعية بعيدا عن التلوث.
وتنصح الدراسة بالانتباه إلى التخلص من الوزن الزائد، وتنظيم الذهاب إلى النوم في أوقات محددة لتصبح عادة منتظمة، وقبل ذلك الاسترخاء في حوض الحمام لمدة نصف ساعة دون أن يصاحب ذلك أي نوع من التفكير المثير، بل الاستمتاع بسماع الموسيقى الهادئة.
كما تنصح بالتخفيف من وجبة العشاء وإبعاد الدسم منها. وإذا تمت الاستعاضة عنها بتناول الفواكه فقط فسيكون النوم مريحا.
وقال الطبيب النفسي التشيكي المعروف يرجي تيل للجزيرة نت إن حالة التعب -خاصة عند الانتقال من فصل الشتاء إلى الربيع- تفسَّر على أنها نوع من التصادم الداخلي والانتقال من حالة الخمول إلى النشاط بعد أن تدخل كميات غير معتادة من النور عبر النظر إلى الجسم، الأمر الذي يحدث التغيير وحالة من التعب الطبيعية عند كل البشر. لكن في حال استمرارها يتوجب البحث عن الأسباب والتقيد بتلك الخطوات التي جاءت في الدراسة للعودة إلى حالة الجسم الطبيعية المفعمة بالنشاط، خاصة ممارسة الرياضة بشكل منتظم.
المصدر:الجزيرة