نرى ان توافد العديد من الخريجين الى بلاد اوروبا يزداد في السنوات الاخيرة، يقف خلف هذه الظاهرة العديد من الاسباب والدوافع، ولكن تبقى التساؤلات : هل اللجوء الى التعليم خارج البلاد هو الافضل؟ ما هي الايجابيات وما هي السلبيات التي تقف خلف هذا الموضوع؟ ما الصعوبات التي يواجهها الطالب العربي عند اغترابه بهدف التعليم؟
إن من أبرز الأسباب التي تقف خلف لجوء الطالب العربي الى التعليم في الخارج هي القيود التي يشعر بها الطالب في الجامعات الاسرائيلية مثل البجروت وإمتحان البسيخومتري وتحديد جيل القبول لبعض المواضيع. إذ يرى البعض أن هذه السياسة هادفة أو سياسة تمييز بينما يرى اخرون أنها مقاييس ومعايير لتحديد قدرات الطالب, غير أن وظيفة امتحان البسيخومتري هي تخمين نجاح الطالب في الجامعة وليس وسيلة لفحص قدراته.
يتوجّب علينا القول أن ابتعاث الطلاب للتعليم في الخارج له جانبه المضيء وايجابياته الخاصة, فهو يتيح إمكانية إدخال تخصّصات جديدة لا تُدَرَّس في الدّولة شريطة أن يتلائم التخصص مع سوق العمل في الدولة. إضافة الى ذلك فالتعليم في الخارج والسفر بحدّ ذاته كفيل بأن يعزز بعض الصفات الحسنة في الطّالب كالإعتماد على ذّاته والقدرة على إعالة نفسه والتأقلم مع الحياة الجامعية والضغوطات التي تصاحب هذه المرحلة المفصلية في الحياة دون مساعدة الأهل و الاقرباء، ويكون بهذا قد صقل شخصيته وهيّأها للإنخراط في تيار العمل والحياة.
أمّا الصّعوبات الّتي تواجه الطلاب المغتربين فهي عديدة, كصعوبة التأقلم في مجتمع لا يتماشى مع المبادئ والقيم التي ترعرع عليها الطالب العربي كالعادات والتقاليد الغربية التي قد تؤثّر على البعض بصورة مختلفة، وهذا يعود للطالب نفسه، فيشعر البعض بالرّهبة والوحدة والحنين الى الوطن بينما يشعر الاخر بالانفتاح والحرية. إضافة الى ذلك فاللغة أيضًا قد تشكل عائقَا عند بعض الطّلاب , لذا يجب على الطالب العربي أن يأخذها بحسبانه ويدرجها ضمن خطّته التعليمية. ومن أكبر المشاكل أيضًا التي قد تواجه الطالب في الخارج هي المصروفات :أجر التعليم ,تكاليف الإقامة والاحتياجات الأساسية، وخاصة في الازمة المالية الحالية وغلاء المعيشة، فنرى مثلا أن قسط التعليم برومانيا يصل الى حوالي 5000 يورو، وفي المانيا قد يصل معدّل المصروف السّنوي للطالب يشمل القسط الجامعي وجميع مصاريفه الشخصية والجامعية يتراوح من 8000-10000 يورو. الامر الذي قد يجعل الطالب عالة على عائلته أو قد يدفعه الى العمل مما قد يسبب بعدم التفرغ لتعليمه والتركيز عليه كأمر أساسي ورئيسي.
يقول طالب سنة ثالثة عن التعليم في رومانيا :” لقد واجهت صعوبة في بادئ الأمر بسبب اللّغة , فأنا لم أكن أجيد لغتهم جيّدَا, ولكن سرعان ما تعلّمتها بفعل دّورات الّغة والمحادثة والتّواصل مع بعض الأصدقاء الّذين تعرّفت عليهم هناك. أمّا بالنّسبة لي الآن فأنا متحمّس جدًا للتعليم بعد أن اعتدت على نظام الحياة الجامعية بشكل خاص والحياة في رومانيا بشكل عام.”
وقد صرّح طالب سنة أولى الذي يدرس طب أسنان في رومانيا:” بين الحين والآخر أشعر بحنين للوطن والأهل ولكني أتغلّب على هذا الشّعور بتعزية نفسي بأنّني سأحقق حلمي وأعود لعائلتي بالشّهادة الّتي لطالما حلمت بها، غير أنّني أتواصل مع أقربائي بين الحين والآخر عبر وسائل التواصل والانترنت، فقد بدأت الإعتماد على نفسي والتّعوّد على الحياة الجامعية هنا.”
بعض النصائح التي قد تساعد الطلاب في خارج البلاد:
تذكّر دائمًا أنه عليك تنظيم وقتك حتى لا تشعر في النهاية أنًّ كثير من المهام التي عليك إنجازها قد تكًدًّست وتراكمت فيصبح من الصّعب عليك انجازها جميعها في ذات الوقت فترغم نفسك على تأجيل بعضها, لذلك نقترح عليك, عزيزي الطالب، إعداد جدول تنظيمي لجميع البرامج والأمور، سواء تعليمية كانت أو ترفيهية.
ضع لنفسك إطار للمصروفات حتى تستطيع الحد من الاسراف أو التبذير، إلّا إذا كانت هناك أمور خارجة عن الإرادة.
إختر الأصدقاء المناسبين وتذكّر دائمًا الهدف الرّئيسي الّذي تسعى لتحقيقه وتلمّح نجاحك وامتيازك وضع أهدافك نصب عينيك حتّى تستطيع الوصول الى مرادك ومبتغاك في نهاية المطاف.
سجّلوا الآن!حتى لا يفوتك التسجيل للمنح الدراسية
انضم لخدمة "رسائل منح"